بيض وتمر وسمن

ديرالزور-سانا

وجبة الحنينة من أهم الأطباق التي تتربع على مائدة السحور في شهر رمضان بدير الزور وتأتي في مرتبة متقدمة ضمن العادات والطقوس التي تظهر فقط في الشهر الفضيل وتعد مقياسا يتساوى الفقير والغني بتناولها كون مكوناتها بسيطة وتحوي قيمة غذائية عالية .
وتقول تغريد طبال عضو لجنة جمع التراث بدير الزور إن الحنينة من أشهر الأطباق التي تحضر بدير الزور في رمضان وهي مكونة من التمر والبيض والسمن العربي وتؤكل على وجبة السحور لأنها تعطى الطاقة والقدرة على تحمل الصيام وهذه الوجبة قديمة جداً وكانت تعد من التمر والسمن العربي فقط ولكن في الاونة الاخيرة أضيف اليها البيض لكسر شدة حلاوة التمر وتوءكل مع خبز الصاج أو التنور.
وأضافت طبال انه بالإضافة إلى الحنينة فإن مائدة الافطار في دير الزور تكون عامرة بالمأكولات وأول ما يوضع عليها طبق شوربة العدس والكبة النية ومجموعة من المقبلات إلى جانب طبقين أو أكثر من المأكولات الرئيسية مثل البامياء والملوخية والكبة والسمبوسك وغيرها.
وأوضح الدكتور أحمد قربون اختصاصي الأمراض الداخلية أن اقبال أهالي دير الزور على تناول طبق الحنينة كوجبة أساسية على السحور في رمضان يعد عادة صحية جيدة كون التمر يحوي سعرات حرارية مرتفعة وقيمة غذائية عالية من الغليكوز والفركتوز إضافة إلى المعادن كما أن إضافة البيض تساهم في رفع نسبة البروتين وهذا يعطى طاقة إضافية للصائم لكي يتحمل الجوع.
وأشار قربون إلى أن إضافة السمن البلدي للحنينة له دور كبير في تدعيم القيمة الغذائية للوجبة فالسمن يحمل شحوماً وسعرات حرارية عالية لا تصرف بسرعة ويحتفظ بها الجسم طوال النهار كما أن تناول الحنينة يقلل من الشعور بالعطش لأنه لاتوجد سوائل عالية الحلولية.
ويرى قربون أن الحنينة وجبة متكاملة من السكريات والبروتين والمعادن تعطى طاقة للصائم اكتشفها أهالى ديرالزور بالفطرة وعلى الرغم من أن الطعام الحلو غير مقبول بشكل كبير في المناطق الحارة لكن الصائم بحاجة إلى سعرات حرارية عالية خاصة أن شهر رمضان يتصادف مع فصل الصيف حيث يستهلك الانسان سعرات حرارية أكبر نتيجة التعرق وفى الشتاء تعطى الحنينة الشخص طاقة وسعرات حرارية عالية تساهم في تدفئة الجسم.
وبين الباحث عباس طبال عضو لجنة جمع التراث بدير الزور أن سبب تسمية هذا الطبق بالحنينة يعود إلى أنه طعام مريح للصائم بمعنى أنه حنون على المعدة وأهالى دير الزور أول شىء يتفقدونه خلال شهر رمضان هو الحنينة وهي وجبة يعرفها أهالى دير الزور ريفا ومدينة ولا يوجد اختلاف فى تحضيرها سوى أن بعض الناس استبدلوا السمن البلدى بالسمن النباتى أو الزيت كونها تناسب أكثر مرضى الكوليسترول والسكر أو من لا يحب تناول السمن البلدي.