قصة تعبر عن رأي كاتبها.....
.....ولا وجود للاشخاص المذكورين
الا في مخيلة الكاتب
..................
جئت قبل الموعد المحدد لشفير السيارة
الذي سينقلنا الى الجذلة قبل ساعتين..
فوجدت صاحبي مفترشا ارض الدار في البرندة.
حيث الفيء الظليل وامامه طاسة
من البافون المطعوج مملوءة بالماء البارد
.
وبين الفينة والفينة يلظ من محتوياتها حتى يسيل الماء
من شدقيه معلنا امتلاء الجوف من
هذه المادة الحيوية المفيدة لجسم الانسان.
وبعد ذلك يمسح فمه باكمام جلابيته التي اعتادت
على مسح كل ما يدخل
الى فمه فاصبحت صلبة كالفولاذ المقوى.
القيت عليه السلام...فاستقبلني بتلك الابتسامة
الساحرة طالبا مني التفضل بالجلوس.
واراد النهوض لمصافحتي فحلفت عليه ان يبقى
جالسا حتى لا تجرحه الشفرة التي كان يحلق بها.
اريد اولا ان اصف لكم المنظر
من حولي على الهواء مباشرة.
عدة الحلاقة
هي عبارة عن قوطية حلاوة مصدية
وعمرها قد تجاوز الاربعين عاما.
وبداخلها فرشاة كذيل الطاووس الاصفر الهرم الذي
فقد اكثر الريش نتيجة لتعاقب السنون عليه.
ولم يبق في الفرشاة الا عدد قليل من الاوتار المتقطعة.
والصابونة عبارة عن لوح ابيض
ابو خمس ورقات يتحدى الجدوم في صلابته.
والشفرات..
عبارة عن مجموعة من اردأ الماركات الصينية التي تحتاج
الى ((تحديث )) عشرات المرات
قبل ان تقطع الشعرة من ذقن صاحبنا.
والمرأة
كان ينظر الى المراة المشروقة من الوسط
بحيث تجعل الرائي لها مكررا على دفعتين.
على يمين الشق هناك شخص وعلى اليسار نفس الشخص.
ولا يستطيع صاحبنا فصل الشخصين
الظاهرين بالمراة الا بعد ان يغمض احدى عينيه.
كان المنظر كوميديا ويشبه الاحلام الوردية في حياة العاشقين.
وهناك طاسة صغيرة للماء يقوم بغط الفرشاة فيها حتى تبتل
وترغي فوق الصابونة ثم يدهن بها المنطقة التي يريد حلاقتها.
وهي تمتد من شحمة الاذن اليسرى نزولا الى الخد
فالذقن وتتابع الصعود يمينا الى الشحمة الاذنية المقابلة.
خط سير رحلات منتظمة
كان يوجد في البيت ديك مدلل..
.يختال في اركان الحوش بكل كبرياء وحرية.
وغير مسموح لأي مخلوق تكدي
ر صفو مزاجه او اعتراضه لغلاوته في قلوب اهل الدار.
تقدم الديك بخطوات واثقة نحو صاحبنا..والقى نظرة
على عدة الحلاقة واختار قوطية الحلاوة
فمد رأسه داخلها باحثا عن حبة يلتقطها.
فما كان من صاحبنا الا ونهره خروجا
عن قاعدة التربية المعروفة وقال:
تت...تت....تت...
.عساك بابو ضريق اللي يقص زردومك.
امشي انجلع غاد...الحز تجرحني .
فابتعد الديك مزعوجا من هذه
الالفاظ الفجة التي نطق بها صاحبنا.
تابع صاحبنا الحلاقة في هذه الادوات
التي تشبه معدات تزفيت الطرق.
ووصل الى منطقة اسفل الذقن.
فنظر الي ضاحكا واستشارني قائلا:
- اشرايك ابو حسان؟
قلت:
- خير
قال:
املطها لو اخليها سكسوكة مثل الخليجيين؟
قلت له مازحا:
- *** بيها.
قال:
- عوذة منك....الحق عليا ايمت استشاريتك.
قلت:
- انت وين رايح يا خي؟
اشوفك محتفل احتفال غير شكل.
..نسيت اننا رايحين عالصيد بين الوحل والزوزية؟
والا حضرتك تحسب حالك رايح على
حويجة جحاش خمس نجوم؟
ضحكنا...لان صاحبيس اعتاد
على مزحي مهما كان ثقيلا..
بعدين ما يستجري يزعل خايف لا ابطل الروحة معاه.
بينما نحن في هذه المسرحية الضاحكة
سمعنا صوت خليف سائق السيارة امام الباب.
طوط..طوط بيب بيب
دخل خليف:
السلام عليكم
هلا ابو زيدان...ليش تأخرت؟؟ غابت الشمس..
قال:
- الدنيا وكت يا جماعة ..قوموا قوموا تا نحط الاغراض
بالسيارة ونقعد نشرب لنا كاسة شاي ونتوكل على الله.
قال صاحبنا:
يا من قامت على راسك القيامة
هالراسك عبالك راس جحش.
فضحك خليف وقال:
ليش يول ؟
قال :
ليش ما مريت بطريقك عالطاحونة البوز
واخذت كم قالب تا نحطهن بالبراد؟
قال خليف:
- لا عاشة الجيفة...عبالي منصح...الحز نمر
بطريقنا عالمجاودة يا خبل وعبي اشكثر ما تريد.
شدينا الحبال على الطرادة وقمنا بتثبيت الاغراض
والشباك والفراش والامتعة وانطلقنا الى الجذلة.
...................
انتهت الحلقة الاولى.
تابعوا الحلقة الثانية
مع تحياتي
موضوع: نهر وصيد وليل وسوالف 1 
الثلاثاء ديسمبر 01 2009, 06:28
