ابو حسان المدير العام
عدد المساهمات : 771 تاريخ التسجيل : 16/11/2009 العمر : 68
| موضوع: عباس ابو راس, فصة فراتية الأربعاء نوفمبر 18 2009, 10:31 | |
| عباس أبو راس
اعتاد (أَلوُّم الأصلع) مدير المدرسة، أن يقيمَ حفلةَ السبت المشؤوم صباحاً بعد النشيد الوطني، على شَرَف الكُسالى المزمنين، العكاريت، والعِجْيان الداشرة...!
كانت الشلّة هي هي، لا تَزيد ولا تنقص، إلا من بعض الضيوف العابرين، وحين تبدأ حفلةٍ الفلقةٍ الجهنمية، لا تسمع إلا الصراخ والعويل:... آخ يابا.. آخ يُمّا... أبوس رجلك ياستاد.. دخيل الله.. دخيل محمد...
ولم يكن ألوم الأصلع ليتوقف عن أحدهم، حتى يسمع صياحَه العالَمُ والناس، في قُرْنة (ابن قنبر)...!... حين جاء الدور على عباس، نزعوا جزمته البلاستيكية السودا..، وجراباته المهترئة المعفنة... أمسكه (أبو حسن)، الآذن، وقَلَبه من عاليه إلى أسفله، قَلَبه على مُؤخرَّته فوق المِصْطبة الدائرية، وثبَّت قدميه للأعلى... ثلاثُ عِصيٍّ تكسرتْ على قدميه السميكتين ولم تندَّ منه آهةً، أو صرخة... أو نَأْمة...!
حلَّ التعبُ بنا وقوفاً، وتلامَعتْ قَطْراتُ العَرَقِ على جبين الآذنِ أبو حسن، (وزوغلتْ) عيون ألّوم، وتثاقلت يداه، فبدأ ينقل العصا، من اليمين إلى الشمال، ومع ذلك، فلم نسمع إلا صوت القَرْع، ونهيتَ ألّوم، وزمزمتَه وهمهمتَه...
صار الوضع محرجاً للغاية، خصوصاً على ألّوم، الذي بدأ يفقد قواه، وهو الكهل الضئيل... أومأ بصلعته، فهبَّ أبو حسن على عَجَلٍ، وعاد بعد قليل بتلك العصا، عصا ألّوم الرهيبة، عصا الزان والبُهْتان، العصا المُعجَّرة والمُنجَّرة، التي يكفي أن يهزَّها، حتى تخرسَ المدرسةُ بناسِها وأساسِها، ويُسمعَ صوتُ الإبرة ودبيب النملة!!...
نَضَحها أبو حسن بالماء، وعاد يسعى بها كحية رقطاء تقطر سمّاً...! وتهاوت اللسعات الحادة من جديد، يتردد صداها في أرجاء الباحة ممزوجاً بنشيش الماء على الجلد العاري، وعباس أبو راس، مثل الصخرة، مثل أبو الهول، لا حِسَّ ولا حركة!...
طاش صواب ألّوم، وانتفخت أوداجه، وهو يهدر بعالي الصوت:
-... والله لأَدبْكَ يا كلب... والله لعثّك... والله لجيب أجلك يا ساقط... والله... والله..
أستاذ الحساب الطويل الرفيّع، أبو عوينات مقصّبة، وأسنان مذهّبة، انخطف لونه، خاف يصير شي على العجي الأَكْشر... لمّا شافو، يحمرّ، ويصفرّ، ويخضرّ... صار ينكز مثل (أبو الزعر)، ويدغّ عباس أبو راس بصفاحو... وخواصروا...:
-يا وَلّ صيحْ يا وَلْ، يا وَلْ قولْ التوبة يا مخبّل..
وعباس، ولا هوّ هون... بَسْ مطقطقْ عيونو!...
وفجأة... حدث ما لم يكن بالحسبان... فرقعة... وقعقعة عظيمة اختلجت لها أبداننا الضئيلة، ولم نر إلا ألّوم الأصلع واقفاً كالمبهوت، وفي يده نصف العصا، عصا الزان والخسران... أما النصف الآخر، فقد طار، وعلا...، طار حتى حطَّ على عوينات استاد الحساب، فطحن بلّورها طحناً، وبقي الإطاران معلقين على أذنيه كالرَسَن!...
فارَ دمُه هو الآخر... وصار يرجف مثل السَعَفة، وقد أظلمت الدنيا أمام عيونه.. فتقدم يشقّ طريقه حسيراً كسيراً، يكيل الضربات خَبطاً ولَبْطاً.. منها ما يُصيب، فيقع على عباس أبو راس، ومنها ما يَخيب فيقع على صلعة ألّوم..!
منذ تلك الحادثة الميمونة، انتهت حفلات السبت المشؤوم، فأَمِنّا بطشَ ألّوم وفتكه، فقد اعتكف في صومعة الإدارة، لا نكاد نلمحه... وما هي إلا بضعة أشهر أخرى، حتى خرج على المعاش...
... أما عباس أبو راس، فقد لصق به ذلك اللقب، كأنما ولد معه... ووحدي كنت أعلم السر... سر قوة عباس وجَلَدِه، فلطالما أبصرتُ به أيام العُطَل والجُمَع حافياً، يحوم في الخرائب والبساتين، يتلقّط السحالي والجراذين، ليدهن بدمائها يديه وقدميه السافيتين..! هذه قصة جميلة كتبها احد شباب الدير...اين شباب البوكمال من هذه الابداعات؟؟ هل الديريين اقوى منا في صناعة القصص؟؟ ليش ما تملأون الموقع بمثلها؟؟؟ كل يوم راح ارسل لكم شي لعل وعسى والأمل موجود بيكم الخير والبركة القصص مو صعبة اكتب بصدق وببساطة وبلغتك العادية من دون تصنع
حاول اخي الشاب ان تعيد كتابة الكلام الذي يدور بينك وبين صديقك على الورق...وليس شفهيا. جرب ما تخسر شي مجد101
--------------------
عدل سابقا من قبل Admin في الجمعة نوفمبر 27 2009, 03:49 عدل 1 مرات (السبب : g,k) | |
|