تقول القصةعلى حظ من يسولف)----
احد سكان القرى المجاورة للبوكمال تعشى تلك الليلة الليلاء
وملأ بطنه من الثريدواللحم وقطع الالية(ذنب الخروف)
حتى لم يعد في مقدوره ان يسحب الانفاس لشدة ما دحى
في معدته من هذه الوجبة الدسمة جدا.
تمدد في فراشه للنوم....ولكن؟,,,كيف ينام؟بطنه صارت (حصوة).
فتقلب بالفراش يمينا وشمالاوكان متعبا فارهقه السهر وضغطت
عليه الكوابيس فأصبح يرى عالما اخر وكواكب ومجرات في
هذا الكون الفسيح.وكلما ازدادت عملية الهضم يشوف صور مختلفة.
المهم كانت اللقطة الأخيرة في كوابيسه هي رؤية أحد رجال الله
الصالحين يتقدم نحوه بلحيته السوداء ووجهه المنير...
....
فأخبره الرجل الصالح:قم يا بني وأخبر اهل البوكمال ان يوم القيامة
قد تقرر هذه الليلة وعليهم ان يكونوا مستعدين لملاقاة الله للحساب..
...(ثم غاب الرجل الصالح).
فهب أخونا من نومه مرعوبا وأجاك طافح عالبلد(سرعة 120 كيلو)
....القيامة؟......اويلاه يابا........وصل به الايمان الى درجة القداسة
وهو يتلطف الى الله طالبا العفو والمغفرة......
فوصل الى اطراف المدينة((الرسالة واضحة))
لقد تم تكليفه بأن يكمش المدينة قصاصي من اولها لاخرها
وينقل اليها خبر يوم القيامة حتى يستطيع الناس والسكان
ان يسبحوا ويستغفروا في الوقت المستقطع من يوم الحساب..
....((الحسنة بعشر امثالها)).....وعليك بقية الحساب......
وقف عند باب البيت الاول ونادى :
يا أهل البيت......(القصة كذا وكذا........
فطار عقل الرجل (صاحب البيت)وصار يرطن بلسان يغمره الايمان العميق.
...فأيقظ اهله الذين ما ان سمعوا بالخبر حتى
اصبحوا يترنحون كالسكارى من شدة الهيام الروحاني.....
فتوزع الرجلين وباقي افراد العائلة لايقاظ الجيران
وما هي الا ساعة من الزمان حتى عمت الفوضى في ارجاء المدينة .
...فلم يبقى بالقران الكريم حرفا او نقطة
او همزة حتى لهجت بها السنة المؤمنين؟؟....
ودب الهلع في صفوف الشياطين فانهزموا الى الحسيان
يتابعون التقارير اولا باول وهم يرتجفون
خوفا لانهم يعرفون مصيرهم المحتوم....
.
نعود الى ميدان المعركة الاسلامية في شوارع البوكمال....
طلب المشايخ ومن هم اكبر سنا من المواطنون الخروج
الى اطراف المدينة فهناك متسع من الارض ليس فيه ازدحام
حتى ما ان يتم الحشر والحساب يكون جميع الناس
قد اخذوا مواقعهم بدون ارتباك
فيتم محاسبتهم بسهولة.....
واستحضر الناس ارواح الانبياء والصديقين واجدادهم وموتاهم
بدعاء القلوب الخاشعة...وبكى وانتحب من عرف نفسه انه سرق دجاجة
او بيضة او خروف وركض الى صاحبها
طالبا منه العفو والصفح...((براءة ذمة))
تعانق الناس في الصحراء عناق المحبة والوحدة الوطنية الخالصة
حتى جاءت لحظات افرغت فيها البوكمال من كل معصية ...
((البعير لا يذكر ربه الا عند الزلق))فسامحوا بعضه
م وتواعدوا على اللقاء في الجنة انشاء الله في البناية رقم.
...؟ وعلى رقم الجوال.....؟ .
(لا يمكن ان تتصوروا اللحظات))..
.هذا يوم قيامة وليس مزحة..
صرت اذا تخبط واحد كف او تنطحه
في خلال ثواني يسامحك بكل مودة.
باقي الرجال تجولوا في المدينة يقرعون الطبول لايقاظ من بقي نائما.
......لا يجوز ترك اي مخلوق اذا وقعت الراجفة.....
ومرت ساعة ...وساعتين ...والناس تطقطق احناكها
من البرد وترتجف من هول الواقعة التي ستقع بين لحظة واخرى......
وبدات الساعات تتوالى وبزغت خيوط الفجر وتاخر موعد النفخ بالزمور
((في تلك اللحظات لو كان احد يمتلك قنبلة صوتية ويلقيها بين الجموع )
)لقضى على من كان موجودا بدون ادنى شك.
المهم طلعت الشمس وبدأ الناس يفيقون من غشوتهم بالتدريج..
...معقولة ....يوم القيامة.....لا لا لا ...
.
وشعر الاطفال الرضع بالجوع فبدات النساء بمد ايديهن
الى صدورهن وارضاع الاطفال...ومن كان به عطش تناول
الابريق وسكب الماء في جوفه الذي نشف من الدعاء....
وبدات الجموع تدرك بالتريج ان الامر
غير صحيح ولا يوجد قيامة ولا هم يحزنون..
اما الاعرابي الذي نقل الخبر فكان اول
من شعر بعدم صحة الرواية فحط ثوبه بسنه وقال يا رب سترك.
ومثلما كانت الدعوة سريعة في النقل والدعاية فانها بنفس
السرعة اتضحت انها دعاية كاذبة فتهللت الوجوه بالبشرى وعمت
الافراح والتهاني بين الناس وبداوا بالعودة الى منازلهم .
..بينما صارت الدبكة والرقص معقودة عند
الشياطين لانهم لاول مرة في حياتهم يصدقون..
لحظات لا
تنسى ...لا يمكن تصورها...ورسمها ...وروايتها...
اتمنى ان اكون قد اضفت الى قلوبكم بعض المتعة .
شكرا
موضوع: يوم القيامة بالبوكمال 
الإثنين ديسمبر 07 2009, 04:53
