تصحت وتجلت وماضل للخاطر حجه

بسم الله الرحمن الرحيم

صحت ْ وتجلت ْ ... وماضل للخاطر حجة ْ

يُضرب ُ للرجل ِ يتعلل ُ بمعاذير َ شتى للتهَرب ِ من عمل ٍ ، أو الحصول ِ على مَغنم ٍ .

وأصله ُ :

أن رجلا ً جاء الى بغداد لقضاء بعض ِ الاعمال ِ ، فأرعدت ِ السماء ُ وأبرقت ْ . فخشي َ أن ينال َ المطر ُ منه ُ فيبلل ثيابه ُ فكان بنفس الوقت جائع ، فطرق َ باب َ أحد ِ البيوت ِ وطلب َ ايواءه ُ . وكان َ في البيت ِ صاحبه ُ وأمرأته ُ العجوز ، وكانا مُملقين ِ لايملكان عَشاء ً للضيف ِ . فلما دخل َ الرجل ُ أعدت ْ له ُ المرأة ُ مُتكأ ، فجلس َ .
ثم ان الغيوم َ بدأت ْ تتكشف ُ تُشرق ُ ، فاستبشرت ِ المرأة ُ خيرا ً لزوال ِ حُجة ِ الضيف ِ وادعائه ِ في نزوله ِ ضيفا ً عليهم . فقالت لزوجها : " أبو فلان ْ ... تره ْ [ تصَحت ْ وتجلت ْ ... وماضل للخاطر حجة ] رُوح قلو ْ خَل يلزم الباب ْ !! ... " . فسمععَها الضيف ُ ، فاتكأ في المتكأ الذي أعد َ له ُ ، وقال َ : " سُبحان مَن صَحاها وجَلاها ... والله ماأطلع الا أدحَاها ... " ."1 " فذهب َ قوله ُمَثلا ً .
و" أدحاها " : يعني أنه ُ يملأ معدته ُ بالطعام .

"1 " : تذكرنا هذه القصة بالطرفة التالية ، وهي مثبتة في الكثير من كتب الادب : " أن رجُلا ً نزل ضيفا ً على رجل آخر ، فأطال المكوث عنده حتى أضجره . فقالت له ُ زوجته ُ : " ألق ِ بيننا شرا ً فنختصم عنده ، فنعلم مدة َ بقائه ِ . فاختصما . وجاء الرجل ليحكم َ بينهما . فقالت ِ المرأة ُ : " بالذي يبارك ُ في غدوك َ غدا ً ، أينا أظلم ُ ؟ ... " . فقال َ : " والذي يبارك ُ لي في المقام ِ عندكم شهرا ً ، ما أعلم !!! " .

ابن عبد اللوك

http://www.alhasoon.com/vb/showthread.php?s=fd7bb30a1dfa446bd5caf93ca7892cbc&t=6380