مدينة عريقة بالقدم ردد ذكرها الؤرخون في عصور مختلفة وسميت رأس العين لوقوعها في رأس ينابيع الخابور . واسمها بالسريانية رش عينا وأشاد ياقوت بذكرها فقال: هي مدينة كبيرة مشهورة من مدن الجزيرة بين حران ونصيبين ودنيسر وفي رأس العين عيون كثيرة صافية تجتمع كلها في موضع فتصير الخابور وأشهر هذه العيون أربع: عين الآس , عين الصرار, عين الرياحية وعين الهاشمية. وكانت رأس العين مدينة ذات سور من حجارة وكان داخل السور مزارع وطواحين وبساتين . ويذكر المؤرخون السريان أن كسرى الثاني الفارسي تنازل للرومان عن رأس العين ودارا. وبعد ذلك غزاها القائد الفارسي أخرماهان ودمرها على دفعتين سنة 578 وسنة 580 واستولى عليها الفرس مرة أخرى سنة 602 في عهد الامبراطور فوكاس. وفتح رأس العين العرب سنة 640م . ثم استولى عليها الرومان سنة 943 . وفي عام 1129 استولى عليها ما يسمى الحملة الصليبية بقيادة جوسلان. ويشير الؤرخون السريان كذلك إلى أن رأس العين كانت أبرشية يعقوبية وتعاقب عليها ما بين 793 إلى 1199 أحد عشر أسقفاً واجتاح تيمولنك رأس العين في أواخر القرن الرابع ودمر المدينة وقراها.وتوالت على المدينة الغزوات والحروب ففتر نشاطها وهجرها أكثر سكانها وصارت إلى جمود وانكماش اشتهرت بمدرستها السريانية الشهيرة (مدرسة ريش عينا)، ونذكر من أشهر خريجيها رئيس أطباء رأس العين والقسيس السرياني (سرجيس دريش عينا 536 م). وتاريخ هذه المدرسة إلى جانب مدارس السوريين "السريان" في نصيبين والرها المجاورتين لها، معروف ومدون في المصادر الغربية والعربية والسريانية وغيرها. وفي هذه المدينة مازالت الآثار القديمة شاهدة على عراقتها. ولمدينة رأس العين أهمية سياحية، فهي كثيرة الأشجار فيها حدائق ومنتزهات ومقاصف جميلة. كان بعضها على ضفاف النهر حيث يستوعب الزائرين على مقاعد في سرير النهر. ولقد طور أصحاب المطاعم ذلك لإقامة جزر صغيرة في مجرى النهر تقوم عليها موائد الزائرين