حدّثنا عالم النفس قائلا:

حدثنا عالم النفس قائلا:
......بينما كنت جالسا في مقصورة الركاب في احد القطارات.....
جرت امامي هذه القصة المثيرة:
كانت الرحلة طويلة وانتم تعرفون ماذا يفعل المسافر في مثل هذه الرحلة.

بعضهم ينام حتى لا يحس بطول الطريق...
وبعضهم يقرأ قصص او مجلات تساعده ايضا على مرور الوقت.
وبعضهم يتبادل التعارف مع المسافرين من حوله ويتناقشون في مواضيع متنوعة
وهي ايضا وسيلة من وسائل الترفيه كسوق عكاظ في منتديات البوكمال...
المهم.....كان هناك استاذ جامعي من بين الركاب....ويتباهى بغزارة معلوماته..
فلا يكاد يطرح احد الموجودين اي سؤال حتى يتدخل ويخترع اجابة بشكل اجباري
معتمدا على قوة الحجة التي بين يديه وهي انه استاذ جامعي..
يعرف كل العلوم ويجيب عن كل الاسئلة بما في مخزونه العقلي من معرفة..
فتضايق الركاب من تداخلاته السافرة حتى بدأوا يتهامسون فيما بينهم ساخرين:
لعن الله كل مغرور....فهل الجامعة قالت لك ان تنظر لمن هم دونك او اقل من مستواك على انهم بهائم لا يفهمون شيئا وانك انت الوحيد الذي خلقك الله جامعا
لكل علوم الدنيا؟
لم يستمر الحال طويلا.....وكان من بين الركاب فلاح بسيط...جاهل لا يكتب ولا يقرأ..
قال للاستاذ الفهمان:
طيب يا استاذ....نحن جميعا نشهد بأنك بحر من بحور العلم والمعرفة.
ونحن اغبياء لا نفهم شيء اطلاقا.
شو رأيك يا أستاذ ان نتسلى بسؤال بعضنا اسئلة على شكل سؤال وجواب؟
انت تسألني سؤال.....فان عجزت عن الاجابة ادفع لك مئة ليرة سورية
لأني أمي لا افهم شيئا.
واذا سألتك سؤال ولم تجب عليه فانك تدفع لي الف ليرة سورية لانك مثقف
وشهادتك عالية فهل توافق؟
قال الاستاذ المغرور بدون تردد :موافق
وشهد الحاضرين على كلامهم.
بدأت الاسئلة....
قال الاستاذ:
اين تقع ال.........(فقاطعه الفلاح )قائلا:
لا تكمل السؤال...انا عجزت عن الاجابة لاني جاهل.
فمد يده الى جيبه وقال للاستاذ:
مبروك عليك لقد فزت.
فجاء دور الفلاح بالسؤال:
قال:
ما هو الشيء الذي يطير ولا يقف
ويذهب ولا يعود ويغوص في الماء ويقفز فوق السحاب بقفزة واحدة؟
فكر الاستاذ طويلا بهذا السؤال الغير معقول.....فقال للفلاح :
انا عجزت...
قال الفلاح:
تفضل هات الالف.
فمد الاستاذ يده الى جيبه واعطى النقود للفلاح وقال له:
طيب هات انت حلها؟
فقال الفلاح:
لا اعرف ...خذ مئة وانا انسحب...
فخرج الفلاح رابحا 800 ليرة من وراء المثقف المغرور .
فضحك المسافرين حتى كاد القطار ان ينقلب.
بينما خفض المغرور رأسه من الخجل طول الرحلة.
وفعلا وصلوا حلب...لأن اليفهمون هم هناك.
مجد

--------------------

» عالم الفيزياء السورية
» عالم الفلك والنجوم
» من عالم الزهور البرية والمنزلية