شاعرات من البادية

من طريف أخبار البادية، ما يُروى أن رجلا مشهورا بالشجاعة والكرم يدعى (زُرَيب الجذَع)، من الروقة من عتيبة، اعتدى على رجل استجار بأحد بني عمه، ويسمى هذا المُستجير بـ «الدخيل»، وله في تقاليد البادية أهمية كبرى، ولا يستطيع أحد التطاول على «الدخيل»، وإلا فإنه يعرض نفسه لقتل محقق، لأن النيل من أي رجل لجأ في بيت آخر معناه هدم لكرامة صاحب البيت في عرف البادية، وتقول هذه القصة أن «زُرَيبا» ضرب دخيل ابن عمه، فقام الأخير بالقصاص لدخيله، بأن قطع يد ابن عمه «زُرَيب» التي ضرب بها دخيله، فقام «زُرَيب» بتركيب يد من الحديد لنفسه، وكان يعتمد على هذه اليد الصناعية في مسك عنان فرسه أثناء المعركة، عندما يقاتل اعداءه بيده الأخرى، وفي إحدى المعارك تبارز «زُرَيب» مع أحد أعدائه فراوغه إلى أن انفصمت يده الصناعية فسقط عن فرسه إلى الارض قتيلاً، ولما علمت زوجته بالخبر انشدت ترثيه بهذه القصيدة، وتخاطب الذئاب بأن لا تأكل لحم «زريب» احتراما له، لأنه شجاع، وصاحب فضل على الذئاب، لكثرة ما يطرح لها من القتلى الذين تقتات بهم... فتقول:

يا ذيب يا للي في علو المضابيع

يا خي خل زُرَيب ريف الهشال

يا ما زينه يقدم جموع الطماميع

من فوق قبا كنها أم الغزال

خلَّى هل الزلبات راحوا مطاويع

مثل الطخاف إذا اقتفته العوالي

ولها أيضا فيه تخاطب هضبة الوادي التي دفن في سفحها بعد قتله:

يا هضبة الوادي أودعك من فيك

الفارس اللي كب ربعه وعداك

أول نهاره محتمٍ جال واديك

واتلا نهاره جاثمٍ في فياياك

إن كان ضميانه ترا انه يقهويك

وإن كان جيعانه من الزاد عشاك

» البادية
» تصحر البادية
» هذه هي سوريا في البادية
» نباتات البادية السورية
» البادية والجنة السورية