الليدي ان بلانت

Lady Anne Blunt
1837 - 1917 م

الليدي آن بلنت البريطانية سنيورة جميلة، ورحالة صادقة أضافت إلى أدب الرحلات رحلات فريدة إلى بلاد الرافدين وشمال الجزيرة العربية، وهي سليلة علم و أدب .. وحفيدة للشاعر البريطاني الكبير اللورد ((بيرون)) وتتميز عن غيرها من الرحّالات الغربيات اللاتي تجولن في الوطن العربي بكونها أديبة تتقن فن الوصف والتشويق، ولكونها واقعية موضوعية متزنة ذات أخلاق عالية، وشخصية جذابة فريدة. زوج هذه الرحاله هو النبيل الشاعر الرحّاله الإنكليزي ولفرد سكاون بلنت الذي أمضى شطراً من حياته في الشرق الأوسط دبلوماسياً و مبشراً ورحّاله كرّس جهده للشعر والأدب والسياسة، والتفاعل مع الأحداث في كل من مصر والشام والجزيرة الفراتية وشمال نجد: عمل طويلاً في بغداد ضمن بعثة تبشيرية، وإنتقل للغرض ذاته إلى دمشق، فأحب أسواقها، وإسطبلات الخيول، وله من الكتب الخطيرة والهامة: ((أسرار الإحتلال البريطاني لمصر)).

لقد جمع الترحال بين أديبين يعشقان الحرية، كما جمعتهما هواية الدراسات الشرقية، فتحولت الهوايات المشتركة إلى قصة حب عنيف طريف عاصف دفعهما للترحال في الديار العربية ما بين عامي 1878 - 1879م في رحلتين متتاليتين:

1- الرحلة الأولى في الشمال ضمن الجزيرة الفراتية وبادية الشام، دوّنت أحداثها في كتاب جميل بعنوان: ((قبائل بدو الفرات)).

2- الرحلة الثانية في الجنوب إلى شمال نجد ومنطقة حائل، فكتبت أحداثها في كتاب آخر بعنوان: ((رحلة إلى نجد)).

وللأمانة نقول: إن كانت الأحداث قد حررت بقلم الزوجة الليدي آن بلنت إلا أن الزوجين كليهما قد لعبا دور البطولة فيها وصناعة تاريخ الرحلة.

كانت بلنت تقف بقامتها الهيفاء بجانب ولفرد، فيبدو أنه يكبرها قليلاً، وعندما ترتدي الزي العربي تبدو في صورة رائعة لم يتقن رسمها سوى الرسام الأوربي ((مولوني)) رافقت زوجها في الترحال إلى بلاد الشرق، فكانت الكاتبة والمؤرخة للأحداث، فجاء الوصف لوحة أدبية رائعة تختلف عن كل ما كتب في مجال أدب الرحلات من حيث العاطفة والأسلوب والإثارة ودقة التصوير، في مهارة تحملك معها وكأنك تعيش الأحداث للتو على الرغم من تباعد الزمن الذي يزيد عن مائة عام.

فيما بعد ورثت الليدي ونتورث إبنة الليدي آن بلنت مرابط الخيول العربية من والدتها عام 1917م .. قامت بتصفية المزرعة في مصر، وأبقت على الخيول العربية في لندن، وباعت أجمل الخيول العربية لمشاهير الرجال في أوربا والوطن العربي.

زارت السعودية عام 1924م وبقيت كوالدتها تحن إلى الشرق، وتتابع تطور تقاليد الفروسية في الوطن العربي، وتقرأ شعر الفرسان العرب كعنترة وإمرىء القيس حتى ماتت عن عمر يناهز الثمانين عام 1957م، ولا يزال المربط قائماً في بريطانيا حتى اليوم.