نروح ونرجع عالباميا

مع بدء ارتفاع درجات الحرارة معلنة بداية شهر الصيف تبدأ أنظار أبناء محافظة دير الزور تشخص إلى أسواق الخضار ترقبا لنزول البامياء الديرية التي يعتبرونها من أهم وأشهر الوجبات لديهم ويقدموها لضيوفهم الذين يزورون المحافظة على اختلاف مستوياتهم الاجتماعية كدليل حسن الضيافة.

البامياء تعتبر أشهر طبخة ديرية وتعود أصولها حسب ما يروي الأجداد إلى أيام العثمانيين وهي بشكل عام تطبخ مع لحم الخروف والبندورة وتقدم مع الأرز أو أنها تقدم كـ ثرود حيث يقطع خبز التنور ويوضع فوقه الأرز والبامياء ولحم الخروف و تقدم في العزائم والمناسبات أو تحضر بكميات قليلة إذا كانت معدة للعائلة.

تعتبر البامياءعموماً وجبة صيفية كونها تكثر في الأسواق صيفاً إلا أنها أيضاً تحضر كموءونة ويوجد عدة طرق لحفظها حيث تغلى وتوضع في أكياس صغيرة وتحفظ في الثلاجة أو أنها توضع في أوعية الضغط الزجاجية وتضاف إليها البندورة المعصورة بالإضافة إلى الملح أما الطريقة الأكثر شيوعاً في دير الزور فهي التيبيس لتستخدم وقت الحاجة بنقعها ووضعها في الماء لفترة من الزمن قبل طبخها كالمعتاد.

معظم أهالي دير الزور لا يأكلون سوى صنفين من البامياء وهي الشمالية التي تزرع في منطقة البوكمال والزورية التي تزرع في حقول دير الزور أما باقي الأصناف فلا يستسيغونها كون طعمها وشكلها مختلف عن الأصناف التي اعتادوا على تناولها.

نروح ونرجع عالباميا 20090620-151850

أشهر أنواع البامياء الديرية هي التي تزرع في البوكمال الواقعة على الحدود العراقية السورية وتسمى البامياء الشمالية ولها طعم يختلف عن البامياء الزورية المزروعة في حقول دير الزور أو المحافظات الأخرى.

البامياء تزرع عموماً في المناطق الحارة ويبدأ موسم زراعتها في نهاية شهر شباط أو في الوقت الذي تبدأ فيه درجات الحرارة بالارتفاع ويجنى المحصول بعد حوالي ثلاثة أشهر من زراعتها وتبلغ مساحة الأراضي المزروعة بالبامياء في دير الزور لهذا العام حوالي 125 هكتاراً.

كانت البامياء الديرية تزرع بمساحات أوسع مما هي عليه إلا أنها أصبحت حاليا مقتصرة بشكل عام على بضعة ألواح يزرعها الفلاحون لتكفي استهلاكهم وتقديم بعض الهدايا لأصدقائهم ومعارفهم ولذلك فإن أسعارها أصبحت مرتفعة وذلك وفقاً لقاعدة العرض والطلب وتصل أسعارها حالياً عند بداية نزولها إلى الأسواق حوالي 150 ليرة سورية للكيلو الواحد و25 ليرة في نهاية الموسم.

بذور البامياء الديرية تحضر محلياً وهي تختلف عن البذور التي تحضر وتزرع في باقي المحافظات وأظهرت التجارب أن صنف بذور البامياء الديرية لا تنتج البامياء بالجودة والطعم نفسه سوى في دير الزور.

تعتمد زراعة البامياء على نظام التسريب حيث يتم إعداد ألواح صغيرة وتنشأ فيها خطوط يتم تسريب البذور فيها وتتم سقايتها خلال فترة الإنتاج البالغة حوالي ثلاثة أشهر ويتم جني المحصول تباعاً حسب نمو حبة البامياء ويجب تنزيلها إلى السوق مباشرة لكونها محصولاً سريع التلف.

الشيء الجيد في محصول البامياء أنه لا يتأثر بموجة الجفاف التي تحل بالمنطقة كونه محصولا مرويا ويعتمد على مياه السقاية إلا أنه لا يزرع بشكل واسع كونه بحاجة إلى عناية خاصة لكي ينتج عنه بضعة كيلو غرامات .

سانا