محمود أبو الضباع

هواية غريبة يمارسها الشاب محمود بأدوات بدائية متسلحا

بحرفية تعلمها من والده المتوفى ، و يتخصص هذا الشاب وهو من

محافظة إدلب في تتبع مكان وجوده الضباع وصيدها أداته بذلك بيل

ليلي ولزاق وجنزير حديدي إضافة إلى همته وإصراره على الخوض

في المجهول ، وهي هواية بدأها منذ كان عمره دون العشر سنوات.

ويقول أنه يستدل على مكان وجودها والذي يكون دائما في المناط

ق الجبلية الوعرة والحراجية من خلال تتبع أثرها إما عن طريق

مشيها أو من خلال وجود ما يدل عليها من بقايا عظام في مكان

تواجدها وفي حال تأكد من كل ذلك يبدأ بالتسلل بكل هدوء إلى داخل

الوكر أي مكان تواجده والذي لايتجاوز قطر بابه في معظم الأحيان

بين 60-70 سم وربما يطول إلى 100 سم ثم يقوم بوضع قطعة

من القماش على رأس الضبع بعد أن يهدأ من ثورته و يخبىء رأسه

ويتم لف فمه باللاصق المصنوع من النايلون بعد ربطه بإحكام والوصول

إلى قناعة بان الضبع داخل المغاور لايشكل أي خطورة عليهم.

ويشير محمود إلى أنه كلما كان مكان تواجد الضبع واسعا هناك صعوب

ة في القبض عليه ، و هو يضطر للاستعانة بأشقائه بعد إغلاق كل النواف

ذ التي قد تساعده على الهرب منها ثم يتم ربط أطرافه الأربعة

و سحبه بواسطة اليد خارج مكانه ونقله إلى المنزل.

وفيما يخص المواعيد المحددة للقبض

على الضبع أشار الى أن أهمها هو فصل الشتاء.

ويقال في الضباع أنها تكون محدودة النشاط خلال النهار ومفترسة وقوية

في الليل وخاصة في الظروف الجوية القاسية وأوقات الرؤية الصعبة

ولكنها لا تشكل خطرا إلا في حال وجدت قساوة في التعامل معها أو تعرضت

للأذى وأهم ما قيل في الضبع من أمثال شعبية "انه في النها

ر ضبع وفي الليل سبع" وهذا تأكيد على نشاطها ليلا.

وفيما يخص تعامل محمود الذي يعرف في المنطقة بصديق الضباع

وكتب على مدخل منزله" أبو الضباع يرحب بكم" أو "أبو الضباع يشكر

زيارتكم" بحيوانات أخرى أشار إلى أنه لا يتعامل مع غيرها من الحيوانات لكنه

قادر على مسك الأفاعي مهما كان حجمها ولكنها بالنسبة إليه أكثر

خطراً من صيد الضباع وللناس فيما يعملون مذاهب.

ويقطن محمود واشقاوءه الأربعة في بلدة ملس غرب ادلب 20 كم حيث

بدأت رحلتهم مع الضباع من خلال رحلات

الصيد العادية التي كان يقوم بها والدهم المتوفى.

وتعيش الضباع هذه الأيام في أكثر من منطقة في سورية منها الحدو

د التركية السورية وجبل الزاوية بإدلب ومنطقة

معرة النعمان وكذلك في منطقة قريبة من دير الزور.

ويقال أن الضبع السوري هو صيد ثمين يشتريه الخليجيون والمغاربة لاستخدام

أعضائه في السحر الذي يومن به عدد منهم إلا أن معظم السوريين يقومون بالقضاء

على هذا الوحش الذي يفترس أهالي القرى إذا ماباغتهم ليلا ليقضي عليهم.

سانا

» محمود درويش..في الذاكرة
» ناصر محمود العران
» ابراهيم نجم الربيع