جحا ابو الدقات

أمثال جحا وتيمورلنك

ليست النوادر والنكات وحدها هي التي كان جحا بطلها أو نسبت

إليه,ذاك أن هناك الأمثال التي سارت على ألسنة الناس منذ أزمنة

قديمة وهناك النوادر التي صارت عناوينها أمثالا,كقولهم:»

إذا كان هذا هو القط فأين اللحم,وإذا كان هذا

هو اللحم فأين القط«. وهذا المثل مأخوذ من النادرة المشهورة.

اشترى جحا ثلاثة أرطال لحم وقال لزوجته:اطبخيها فطبختها

وأكلتها مع بعض أقاربها وعندما عاد جحا إلى البيت ليأكل قالت

له زوجته:لم أطبخ قال:لماذا? قالت:بينما كنت مشغولة بتحضير

الطعام غافلني القط وأكل اللحم فوضع القط في الميزان فإذا

هو ثلاثة أرطال عندئد قال: إذا كان هذا

هو القط فأين اللحم? وإذا كان هذا هو اللحم فأين القط?.‏

أمثال منسوبة إلى جحا‏

وفي الحقيقة إن الشعب العربي هو كغيره يضع الأمثال أو ينقلها ليستخدمها

إذ تدعو الحاجة ,ذاك أن التعبير بالمثل هو حركة فنية ترفع مستوى الكلا

م العادي وتلفت النظر إليه وتجعله أقدر على الإقناع وتصوير الحقيقة

وليست الأمثلة الجحويةسوى جزء يسير من ذلك التراث الضخم من الأمثلة

العربية وإننا لنجد بينها كثيرا من الأمثال المنسوبة إلى

جحا وهي ليست له كما هو الحال في نوادره.‏

ومن هذه الأمثال:‏

-قالوا:يا جحا عد غنمك, قال: واحدة نايمة,وواحدة قايمة.‏

-قالوا:يا جحا عد أمواج البحر قال: الجايات أكثر من الرايحات.‏

-قالوا:يا جحا فين بلدك? قال:اللي مرتي-زوجتي-فيها (1)

وبعض هذه الأمثال أكثر اختصاراً وتشيع في ثناياه روح التهكم والسخرية كقولهم:‏

-جحا أولى بلحم توره-ثوره-‏

-جحا أكبر...واللا ابنه?‏

-ادنك-ادنك-منين يا جحا?!‏

..وتلفت النظر في النوادر والدعابات المنسوبة إلى جحا وتيمورلنك تلك

التي يذكر أنها دارت بينه وبين الطاغية السفاح تيمور لنك.

.وفيها مواقف جريئة من هذا الجبار ,وسخرية لاذعة من بطشه وطغيانه.

.فماذا نقول فيها,ونحن نعلم معلومات متضاربة حول الزمان الذي عاش فيه جحا?‏

من المعلوم أن تيمورلنك ولد في 8 نيسان عام 1336م,وبدأ غزوه

بلاد الشام في خريف عام 1400 م فسقطت حلب في 30 تشرين الأول

من السنة نفسها وسقطت قلعة دمشق في 8 آذار 1401م.‏

بين جحا العربي والتركي(2)‏

فإذا كان الشاعر عمر بن أبي ربيعة وهو من القرن الهجري الأول

قد ذكره في شعره,وذكره الجاحظ أيضاً وهو من القرن الهجري الثالث

,وأورد اسمه ابن النديم وهو من القرن الرابع الهجري..فهذا يعني أن الذي

عاصر تيمورلنك لابد أن يكون جحا آخر..ربما كان

هو جحا التركي,وهو الأرجح , وثمة في دائرة المعارف الإسلامية رأيان

حول جحا التركي الأول ,يقول :إنه كان في القرن الرابع عشر الميلادي

وبداية القرن الخامس عشر,و الثاني يقول:إنه عاش في القرن الثالث عشر

. فإن كان لا بد من إيجاد نسب لجحا الذي واجه تيمورلنك,فلا شك أنه هو

هذا الذي عاش في القرن الرابع عشر الميلادي..وهو حتماً جحا التركي.

.ويبدو أن الراوية الشعبي أجرى نقلة بين الشخصيتين وصار يروي نوادر

جحا التركي,دون الاهتمام أو الإشارة إلى ذلك حتى ظن الناس أنه جحا العربي

..وذلك أمر مقبول ومفهوم,ذاك أنهم يريدون أبداً شخصاً يواجه

الظالم الجبار ,فكيف إذا استطاع أن يسخر منه,ولو على سبيل الممازحة

,وربما كان ذلك حكاية تحكى لم يكن لها أصل واقعي على الإطلاق !‏

جحا يكتب على الخبز المرقوق‏

اتهم تيمورلنك مرة حاكم إحدى المدن باختلاس أموال الدولة وجاء به ليحاسبه

واستحضر معه الأوراق الصفيقة التي كان يسجل عليها حساباته. فما كان

من تيمور لنك إلا أن مزقها, وأمر جنوده بضرب

الحاكم وإجباره على ابتلاع تلك الأوراق.‏

ثم استدعى تيمور لنك جحا, وأمره أن يجعل الأموال التي كانت في

عهدة الحاكم السابق, تحت رعايته, نظراً لما اتصف به جحا من استقامة.

وحاول أن يتملص عبثاً من هذه المهمة, وذلك أن تيمور لنك أصر على تكليفه,

فما كان منه إلا أن سجل الحسابات على الخبز المرقوق. وعندما طلب

تيمور لنك كشفاً بالحساب فوجئ بأنه مكتوب على رقاق الخبز, فسأل جحا:

ماهذا. فأجابه: ياسيدي. أعلم أنك ستأمرني في نهاية الأمر أن أبلعها, وأنا رجل

طاعن في السن, فقلت: اجعلها من الخبز المرقوق لعل معدتي تهضمها.‏

تيمور لنك.. في نظر جحا‏

وقال له تيمور لنك يوماً: أتستطيع أن تخبرني كم أساوي من المال? فنظر

جحا إليه متردداً وقال: ما أظنك تساوي أقل من ألف دينار? فضحك تيمور

حتى استلقى على ظهره وقال: إنك لم تبلغ في جوابك شيئاً, فإن ملابسي

وحدها تساوي ذلك المقدار من الدنانير. فقال جحا: لقد صدق ظني

إذاً, فما كنت أنظر من تقدير ثمنك إلى غير هذه الملابس.‏

وسأله تيمور يوماً قائلاً: هل تعلم ياجحا أن خلفاء بني العباس, كان لكل

منهم لقب اختص به, فمنهم الموفق بالله, والمتوكل على الله, والمعتصم بالله

, والواثق بالله, وماشابه ذلك. فلو كنت أنا واحداً منهم, فماذا كان يجب

أن أختار من الألقاب? فأجابه جحا على الفور

: لاشك أنك كنت تدعى: العياذ بالله. (3)‏

» إذا جاء نصر الله «‏

وفي هذا المجال تروى نادرة لم يكن فيها تيمور لنك, بل حاكم ظالم أراد أن يعاقب

جحا, بعد أن وشى به أحدهم وشاية كاذبة واتهمه بعصيان أولي الأمر.‏

وعندما أحضر جحا بين يديه أمر بجلده خمسين جلدة. ثم قال له: اذهب ياكافر.‏

فقال جحا: أنا لست كافراً لأني أحفظ القرآن الكريم, فقال الحاكم: إذاً, اقرأ.

فقرأ جحا: » بسم الله الرحمن الرحيم. إذا جاء نصر الله والفتح ورأيت الناس

يخرجون من دين الله أفواجاً. فقال الحاكم مصححاً: يدخلون فقال جحا

: كانوا.. ولكنهم الآن يخرجون من ظلمك (4)!‏

زائر

سلاااااام عليكم

منورنا ابو حسان

اخوك عدنان المريحي (قطر)